ساحة القصر في سانت بطرسبرغ: تاريخها وأهميتها المعمارية والسياحية
تقع ساحة القصر في قلب مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، وهي واحدة من أكثر الساحات شهرةً في العالم، ليس فقط لجمالها المعماري، بل أيضًا لدورها الكبير في صنع التاريخ.
موقع ساحة القصر الجغرافي والمعماري
تشكل ساحة القصر مثلثًا متناغمًا يحيط به بعض من أجمل المباني في المدينة. من جهة، ترتفع واجهة قصر الشتاء المهيبة، ومن الجهة الأخرى يمتد مبنى هيئة الأركان العامة الضخم بتصميمه الإمبراطوري الفاخر. في منتصف الساحة يقف عمود ألكسندر الشهير كرمز للنصر والقوة.
يُعد هذا التكوين المعماري أحد أبرز أمثلة العمارة الباروكية والكلاسيكية الجديدة في روسيا، وهو يعكس عظم الدولة القيصرية وقوتها.
قصر الشتاء: قلب ساحة القصر
تم بناء قصر الشتاء بين عامي 1754 و1762 بأمر من الإمبراطورة إليزافيتا بيتروفنا، وكان يُعتبر المقر الرسمي للعائلة الإمبراطورية الروسية خلال فصل الشتاء. صُمّم القصر على يد المهندس المعماري الشهير بارتولوميو راستريلي ، الذي أعطى له طابعًا فاخرًا يجمع بين الرشاقة وال grandeur.
تطل الواجهة الرئيسية للقصر مباشرةً على ساحة القصر، حيث تظهر الأعمدة البيضاء على خلفية الجدران الزرقاء الداكنة، مما يخلق لوحة معمارية مذهلة.
يضم القصر الآن متحف الإرميتاج الحكومي ، أحد أكبر المتاحف في العالم، ويحتوي على آلاف القطع الفنية النادرة من مختلف الحضارات.
مبنى هيئة الأركان العامة وقوس النصر
في الجانب الآخر من الساحة يقع مبنى هيئة الأركان العامة ، الذي بُني في أوائل القرن التاسع عشر على الطراز الكلاسيكي الجديد. يتميز المبنى بواجهته الطويلة الشهيرة التي تشكل نصف دائرة ضخمة حول الساحة.
على مدخل المبنى يرتفع قوس النصر المزدوج مع المنحوتات التي تجسد إلهة النصر وهي تقود عربة المجد. هذه المنحوتات ترمز إلى انتصار روسيا على نابليون في حرب 1812.
ساحة القصر في التاريخ: الأحد الدامي وانتفاضة أكتوبر
لعبت ساحة القصر دورًا كبيرًا في الأحداث السياسية والاجتماعية في روسيا، خاصةً خلال بدايات القرن العشرين.
في 9 يناير 1905 ، وقعت مأساة تعرف باسم “الأحد الدامي “، عندما توجه آلاف المواطنين إلى قصر الشتاء لتقديم مذكرة مطلبية للقيصر نيكولاي الثاني. ولكن القوات الإمبراطورية فتحت النار على المتظاهرين العزل، ما أسفر عن مقتل حوالي ألف شخص وإصابة الآلاف. حدثت هذه المأساة أمام بوابات القصر، وكانت نقطة تحول أدت إلى الثورة الروسية الأولى .
ثم في أكتوبر 1917 ، أصبحت الساحة مسرحًا لأحداث الانتفاضة المسلحة في بتروجراد ، والتي قادها البلاشفة بزعامة لينين، لتبدأ بذلك حقبة جديدة في التاريخ الروسي.
ساحة القصر اليوم

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أُعيدت تسمية الساحة باسم “نابريجنايا 9 يناير” تخليدًا لضحايا الأحد الدامي، واستمر هذا الاسم حتى عام 1944. أما الآن، فهي تُعرف باسم ساحة القصر مرة أخرى، وتُستخدم للاحتفالات الوطنية، والاستعراضات العسكرية، وفعاليات المدينة الكبرى.
أهم المعلومات المستخلصة:
- تأسست ساحة القصر في القرن الثامن عشر كجزء من خطة بناء مدينة سانت بطرسبرغ.
- تضم الساحة قصر الشتاء الذي تم بناؤه بين عامي 1754 – 1762 بأمر من الإمبراطورة إليزافيتا بيتروفنا.
- عمود ألكسندر وضع في عام 1834 تخليدًا لذكرى انتصار روسيا على نابليون.
- الأحداث التاريخية الكبرى التي شهدتها الساحة:
- الأحد الدامي (1905): إطلاق نار على المتظاهرين.
- انتفاضة أكتوبر 1917: بداية الثورة البلشفية.
- خلال الحرب العالمية الثانية، كانت الساحة مركزًا للأنشطة الدفاعية رغم تعرض المدينة للحصار.
- الآن، تُستخدم الساحة للاحتفالات الوطنية والعسكرية والاستعراضات.
خلاصة
ساحة القصر ليست مجرد مكان سياحي جميل، بل هي شاهد تاريخي حي على عظم روسيا الإمبراطورية، ومعاناة شعبها، وتحولاتها السياسية الكبرى. إن زيارتها توفر تجربة فريدة من نوعها تجمع بين الفن المعماري الرائع والروح التاريخية العميقة .
تحتل الساحة الشهيرة في سانت بطرسبرغ مكانة مركزية ليس فقط في تخطيط المدينة بل وأيضًا في تاريخها. فهي حارسة أسرار المدينة، وتشهد على الانتصارات المتعددة والأحداث الدموية التي شهدتها حياة المدينة، والآن أصبحت ساحة القصر المكان الذي تقام فيه أهم الأحداث والأنشطة وأكثرها أهمية.
تشكيل المجمع المعماري وتكوين الساحة
بشكل عام، تم تشكيل المجمع المعماري وتكوين الساحة في عشرينيات وثلاثينيات القرن التاسع عشر،
حيث تم تشييد المنزل الكبير لهيئة الأركان العامة على الطراز الإمبراطوري بواجهة طويلة بشكل لا يصدق. تم تزيين المبنى بقوس النصر المزدوج مع عربة المجد التي تقودها إلهة النصر المجنحة. يمجد هذا التكوين النحتي انتصار روسيا على نابليون.
يبلغ ارتفاع المجموعة النحتية 10 أمتار، وارتفاع القوس – 28 مترًا، وعرضه 17 مترًا. يستضيف مبنى هيئة الأركان العامة الآن جزءًا من مجموعات الإرميتاج. احتفظت ساحة القصر بذكرى العديد من الحلقات التاريخية المهمة: المظاهرات والتجمعات والنداءات للشعب من قبل الإمبراطور. في 9 يناير 1905،
شهدت ساحة القصر المأساة المعروفة باسم الأحد الدامي. جاءت مجموعة من المتظاهرين السلميين العزل إلى قصر الشتاء بهدف مطالبة القيصر بتحسين ظروف المعيشة والعمل.
لكن القيصر لم يكن في القصر وأطلق الحراس النار على الأشخاص العزل. قُتل حوالي 1000 شخص وأصيب 5000 بجروح خطيرة. أدى إراقة الدماء، التي أعطت اسم الأحد الدامي، إلى الثورة الأولى في روسيا. تخليداً لذكرى القتلى، أطلق على ساحة القصر اسم جديد – نابريجنايا 9 يناير – وظلت كذلك حتى عام 1944. وفي أكتوبر 1917،
شهدت الساحة معارك مهمة في انتفاضة أكتوبر المسلحة في بتروجراد. وفي العهد السوفييتي، كانت ساحة القصر مكاناً للمظاهرات والاستعراضات في أيام الأعياد الثورية.