العرب فى سانت بطرسبرغ من عيون عربية

اكتشف كيف يعيش العرب في سانت بطرسبرغ روسيا، من خلال تجربة حقيقية تجمع بين الثقافة والتعليم والعمل. تعرف على أبرز التحديات والفرص، وأفضل الأماكن العربية في المدينة، وكيف تتكيف مع مناخ سانت بطرسبرغ وحياتها اليومية. دليل شامل لـ “حياة العرب في سانت بطرسبرغ” من عيون عربية.
العرب فى سانت بطرسبرغ

سانت بطرسبرغ، ثاني أكبر مدن روسيا، ليست مجرد مدينة تراثية تُزينها القصور الفخمة والأنهار المتعرجة، بل هي أيضًا وجهة حيوية للكثير من العرب الباحثين عن فرص تعليمية واقتصادية وثقافية. تُعد هذه المدينة، التي أسسها القيصر بيتر الأكبر عام 1703، واحدة من أبرز مراكز الفن والعلم والتاريخ في أوروبا الشرقية. أما بالنسبة للعرب، فسانت بطرسبرغ ليست فقط مكانًا للدراسة أو العمل، بل أصبحت موطناً ثانياً لكثير منهم، حيث تتشكل جالية عربية نابضة بالحياة، تُضيف لوناً عربياً إلى لوحة المدينة متعددة الثقافات.


العرب في سانت بطرسبرغ روسيا: من هم؟ وكيف وصلوا؟

البيت المصري في سانت بطرسبرغ (إيجيبتسكي دوم)

الجالية العربية في سانت بطرسبرغ تتكون من مجموعات متنوعة من المقيمين، تشمل طلاباً، ورجال أعمال، وأطباء، وأساتذة جامعيين، ومترجمين، وأفراد أسرة من مواطني دول الخليج والشام ومصر والسودان وغيرها. تشير الإحصاءات غير الرسمية إلى أن أعداد العرب في المدينة تزداد سنوياً، خاصة مع تزايد فرص الدراسة في الجامعات الروسية، وانخفاض تكاليف المعيشة مقارنة بموسكو.

من أبرز الدول التي ينتمي إليها العرب في سانت بطرسبرغ:

  • مصر
  • سوريا
  • لبنان
  • العراق
  • السعودية
  • الإمارات
  • السودان
  • ليبيا

تُقدَّر أعداد العرب في المدينة بحوالي 10 إلى 15 ألف شخص، مع تركيز كبير في الأحياء القريبة من الجامعات الكبرى مثل جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية، وجامعة بوليتكنك، وجامعة الأصدقاء الروس.


لماذا يختار العرب سانت بطرسبرغ للدراسة والعمل؟

هناك عدة أسباب تجعل العرب يتجهون إلى سانت بطرسبرغ بدلاً من مدن روسية أخرى أو حتى دول أوروبية أخرى. هذه الأسباب تتنوع بين التعليم، والمناخ الثقافي، وتكاليف المعيشة، والفرص المهنية.

مسجد سانت بطرسبرغ

1. التعليم المتميز بتكاليف معقولة

جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية، التي تأسست عام 1724، تُصنّف من بين أفضل 100 جامعة في العالم، وتُقدّم برامج تعليمية عالية الجودة بأسعار تنافسية. بالإضافة إلى ذلك، تقدم جامعات أخرى مثل جامعة الطب وجامعة الاقتصاد برامج دراسية بمستوى عالمي.

2. تواجد برامج تعليمية باللغة الإنجليزية

مع تزايد الاهتمام الدولي، بدأت الجامعات في سانت بطرسبرغ بتقديم برامج دراسية باللغة الإنجليزية، مما جعلها وجهة جذب للطلاب من مختلف الدول، بما فيها الدول العربية.

3. انخفاض تكاليف المعيشة مقارنة بموسكو

الإقامة في سانت بطرسبرغ تُقدّر بحوالي 30 إلى 40% أقل من موسكو، مما يجعلها خياراً منطقياً للطلاب والباحثين عن فرص عمل بأسعار معقولة.

4. المناخ الثقافي والاجتماعي

سانت بطرسبرغ تُعتبر “عاصمة الثقافة الروسية”، وهي موطن لمتحف الهرميتاج، ودار الأوبرا، والمسارح العالمية، مما يجذب محبي الفن والثقافة من العرب، الذين يجدون فيها بيئة غنية تُشبع اهتماماتهم الفكرية.

5. تزايد الفرص المهنية

مع تحسن العلاقات بين روسيا وبعض الدول العربية، زادت فرص العمل للعرب في مجالات مثل التجارة، والطب، والهندسة، والترجمة، والتعليم.


كيف تبدو حياة العرب في سانت بطرسبرغ اليوم؟

حياة العرب في سانت بطرسبرغ ليست فقط حياة طلابية أو تجارية، بل هي حياة متكاملة تجمع بين التكيف مع الثقافة المحلية والاحتفاظ بهوية عربية مميزة.

الثقافة الروسية والحياة في سن المراهقة

السكن والمعيشة

غالباً ما يفضل العرب السكن في المناطق الوسطى أو بالقرب من الجامعات، مثل منطقة آدميرالتيسكي، أو فسفسكي، أو كيروفسكي. بعض الطلاب يعيشون في المدن الجامعية، بينما يفضل الآخرون استئجار شقق خاصة.

الأسواق العربية والمطاعم

مع تزايد أعداد العرب، ظهرت متاجر ومطاعم عربية في المدينة، خاصة في الأحياء التي يكثر فيها تواجد العرب. من أبرز هذه الأماكن:

  • مطعم “البخاري” – يقدم أطباق شامية ولبنانية.
  • مطعم “الخليل” – متخصص في الطعام الفلسطيني.
  • محلات البقالة العربية – توفر منتجات مثل القهوة العربية، والزعتر، والزعفران، والتمور.

العبادة والحياة الدينية

على الرغم من عدم وجود مساجد رسمية في المدينة، إلا أن هناك أماكن صلاة غير رسمية يستخدمها العرب، وغالباً ما تكون في مراكز ثقافية أو مساحات خاصة تُؤجَّر وقتياً. كما تُنظم جماعات مسلمة في المدينة أنشطة دينية واجتماعية، خاصة في شهر رمضان.

الحياة الاجتماعية

تجمعات العرب في سانت بطرسبرغ تتميز بالتماسك، حيث تُنظم لقاءات اجتماعية، وحفلات، وندوات ثقافية. كما تُوجد مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتيليجرام تساعد العرب الجدد في التكيف مع الحياة في المدينة.


التحديات التي تواجه العرب في سانت بطرسبرغ

رغم كل المزايا، إلا أن حياة العرب في سانت بطرسبرغ ليست خالية من التحديات. من أبرز هذه التحديات:

1. اللغة

الروسية هي اللغة الرسمية، وهي غير مألوفة للعرب، مما يشكل عائقاً في التعامل اليومي، خاصة في المؤسسات الحكومية أو المستشفيات.

2. المناخ البارد

الشتاء في سانت بطرسبرغ قارس جداً، مع درجات حرارة تصل إلى -15 درجة مئوية، مما يشكل صعوبة على العرب القادمين من مناطق ذات مناخ معتدل أو حار.

3. التكيف الثقافي

بعض العرب يجد صعوبة في التكيف مع نمط الحياة الروسي، من حيث العادات الاجتماعية، وآليات التعامل مع الموظفين، والإجراءات الرسمية.

4. التمييز أو سوء الفهم

رغم أن سانت بطرسبرغ مدينة متعددة الثقافات، إلا أن بعض العرب يواجهون تمييزاً أو سوء فهم من بعض السكان المحليين، خاصة في ظل النظرة النمطية التي تربط العرب بالإسلام أو بالهجرة غير النظامية.


دور العرب في الاقتصاد والثقافة المحلية

العرب في سانت بطرسبرغ ليسوا مجرد متلقين للخدمات، بل هم مساهمون فاعلون في اقتصاد المدينة وثقافتها. من أبرز المجالات التي يبرز فيها العرب:

1. التعليم والبحث العلمي

عدد من الأساتذة العرب يعملون في الجامعات الروسية، خاصة في تخصصات مثل اللغة العربية، والدراسات الإسلامية، والعلوم الإنسانية.

2. الطب والصحة

الأطباء العرب، خاصة من مصر والسودان، يلعبون دوراً مهماً في المستشفيات والمراكز الطبية، خاصة في التخصصات الطبية النادرة أو ذات الدقة العالية.

3. التجارة والاستثمار

تجار من دول الخليج، خاصة من السعودية والإمارات، لديهم استثمارات في قطاعات مثل العقارات، والسياحة، والتجارة الإلكترونية.

4. الثقافة والفن

العرب يشاركون في المهرجانات الثقافية والموسيقية، ويقدمون عروضاً فنية، وورش عمل، وندوات تثري المشهد الثقافي في المدينة.


مستقبل العرب في سانت بطرسبرغ: توقعات وتطلعات

مع تحسن العلاقات بين روسيا وبعض الدول العربية، وتزايد فرص التعاون في مجالات التعليم والطب والتجارة، فإن مستقبل العرب في سانت بطرسبرغ يبدو واعداً. هناك توقعات بأن تشهد المدينة زيادة في أعداد العرب خلال السنوات القادمة، خاصة مع فتح جامعات روسية فروعاً لها في الدول العربية، أو تقديم منح دراسية مشتركة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مبادرات من الجالية العربية لبناء مركز ثقافي عربي في المدينة، يكون بمثابة نقطة تجمع ومركز لتعزيز الحوار بين الثقافات.


نصائح لمن يرغب في الانتقال إلى سانت بطرسبرغ من العالم العربي

إذا كنت عربياً تفكر في الانتقال إلى سانت بطرسبرغ للدراسة أو العمل، إليك بعض النصائح العملية:

1. تعلّم اللغة الروسية

حتى لو كنت ستدرس باللغة الإنجليزية، فإن معرفة الأساسيات من اللغة الروسية ستساعدك في حياتك اليومية بشكل كبير.

2. اختر السكن بعناية

اختر مكان سكنك قريباً من الجامعة أو مكان العمل، ويفضل أن يكون في منطقة آمنة ومرتبطة بوسائل النقل العامة.

3. استعن بالمجتمع العربي

انضم إلى المجموعات العربية على وسائل التواصل الاجتماعي، وشارك في الأنشطة المجتمعية، فهذا سيساعدك في التكيف بسرعة.

4. تجهيز الوثائق الرسمية

تأكد من استكمال جميع الوثائق اللازمة، مثل التأشيرة، وخطاب القبول الجامعي، وتأمين صحي، وعقد سكن.

5. تعلّم التكيف مع المناخ

اشترِ ملابس الشتاء الثقيلة مقدماً، وتعلم كيف تتعامل مع الشوارع المغطاة بالثلج، وكيف تستخدم وسائل النقل في الشتاء.


خلاصة: سانت بطرسبرغ ليست مجرد مدينة روسية… هي بيت ثانٍ للعرب

سانت بطرسبرغ، بجمالها التاريخي وثراء ثقافتها، تُقدّم للعرب فرصة للاندماج في بيئة تعليمية ومهنية وثقافية متميزة. الجالية العربية في المدينة تُمثل نموذجاً للتكيف والانفتاح، حيث تُحافظ على هويتها بينما تُسهم في بناء جسور التواصل بين روسيا والعالم العربي. سواء كنت طالباً، أو مهندساً، أو تاجراً، فإن سانت بطرسبرغ تفتح ذراعيها لك، بشرط أن تكون مستعداً للتحديات والفرص على حد سواء.


مصادر إضافية ومراجع

اكتب تعليقا

ملاحظات مهمة قبل التعليق:

يرجى احترام الآراء المختلفة والابتعاد عن الاستفزاز أو الاستخدام غير اللائق للغة.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تليجرام

انضم الآن إلى قناة "المسافرون العرب" على تليجرام!

تابع أحدث عروض السفر، التأشيرات، الرحلات، وتذاكر الطيران بأسعار مميزة – كل ذلك عبر قناتنا الحصرية على تليجرام.

📲 اشترك الآن واستفد من الفرص اليومية